كتاب تكتل التفكير
الإنسان نوعان المفكر و العبقري ، قد يبدو أنه لا فرق بينهما ولاكن بلعكس الفرق بينهم شاسع . فالمفكر يحتاج الى وقت كبير من استخدام عقله وإرهاقه لحل مشكل ما ، اما العبقري فسرعة استدراكه للأمور قد تمنع حدوث هذا المشكل .
وهذا ما يسمى بتكتل التفكير ، وتفكير الإنسان ينقسم إلى نوعان
لنعتبر نمط 1 هو تفكير الإنسان بالعقل الواعي مع تفكير منطقي و نمط 2 تفكير الإنسان بعقل الواعي و دمج بين العقل الغير واعي بالمنطق السطحي .
لنفترض أننا صادفنا موقف المطلوب فيه حل لغز ، وهذا لغز هو
{كان رجل مصمم على حج بيت الله الحرام ، وعندما تبقا يوم يفصله على الموعد المنتضر ، جاء عندهم حارس بيته وقال له « اليوم الماضي نمت في الليل و حلمت أنه الطائرة التي تحتوي على ركاب التي سوف تقلك سقطت ولم ينجو أحد ، لا تذهب إليها. و في اليوم التالي قرر الرجل عدم ذهاب للحج و فعلا في ذالك اليوم سقطت الطائره ولم ينجو أحد ولاكن الصدمة هي ان هذا رجل طرد حارس بيته } والسوال هنا لماذا طرده ؟
لو استخدمنا النمط 1 لحل هذا الغز فاغلبية المفكرين سوف يقولون سبب طرده هو منعه من فرصة الموت ونيته الذهاب للحج واشياء اخرا لا معنى لها لا بد أن تكون راودتك حاليا .
ولاكن لو استخداما النمط 2 مع قليل من تركيز و تفكير خارج الصندوق ف70٪ من الذين يتقنون هذا النمط بعد مدة من تقديمك لهم هذا لغز سوف يردون انه سبب طرده هو نومه في اليل مع انه وضيفته هي حراسة المنزل . هذا هو الجواب ببساطة ولاكن من يعرفه من مستخدمين النمط 1 لا أحد . السؤال الغير منطقي يستوجب تفكير بدون عقل .هذا يعتمد على طريقة تفكير الإنسان
و طريقة تفكير الإنسان تعتمد على فهمه للوضع ، وفهم طريقة تفكير شخص ، تساعد او بالأحرى هي سبب الرئيسي في قراءة افكارهم والتنبؤ باجوبتهم لاسئلتك . وهذا يساعد بشكل كبير جدا فإقناع هذا الشخص ، فاول مرحلة في إقناع الناس هي فهم طريقة تفكيرهم ، بحيث انك تعرف ميولاتهم و مستوى دماغهم و ادراكهم للأمور.
لو طالت مدة الحديت مع شخص تحاول إقناعه لا ينبغي الاستمرار في تحدث بنفس المنطق . ولاكن ما هي مدة إقناع شخص ؟
غالبا تكون بين 5 و 10 ثواني ! ولاكن كيف ؟ ألا ينبغي أن نتماطل معه في الحديت لكي نعطيه اكبر من دلائل و الحجج التي تساعد على اقناعه ؟
بلى. ولاكن لماذا تعطيه دلائل تحفج عقله على معرفة ان كانو مقبولين او لا فالعقل الغير الواعي هاذه هي مهتمه ، لماذا لا نعطيه أشياء غير منطقية لا تستدعي الى تشغيل التفكير البطيئ و هذا مع يجل له العديد من الخيارات التي يحتار بينها وغالبا لا يقنع من اي شيئ
مثلا لو كانت امك يتصل بك وانت لا تريد رد في ذالك الوقت مع انك تعرف انك قد تقلقك امك ، و قررت عدم الرد . و بعد مدة قررت الاتصال بامك وكانت أول جملة تقولها لك هي لماذا لم ترد .
هنا يمكنك استخدام الكتير من الحجج والبراهين والتي تزيد فقط شك امك او يمكنك استخدام جواب غير منطقي نسبيا مثلا قل لها وضعت أية الكرسي في رنين الهاتف و لم يروق لي رد على الخط و قطع أية الكرسي و هذا هو الجواب المطلوب و سوف تقتنع .
فقط ؟ ولاكن لماذا اقتنعت في 5 تواني ؟
اقتنعت بسبب انها تريد الاقتناع وليس بسبب جوابك الغير منطقي وهنا نستحضر قانون جديد في الإقناع وهو يعتمد على فهم طريقة تفكير الإنسان ففي بعض الأحيان يكون الإنسان يريد الاقتناع فقط هو يريد جواب خارج شوكوكه وهذا الجواب فقط يساعد على نفي فرضياته او يساعده في شيئ ما متلا لو قلت لمدخن في القرن 19 ان التدخين مضر سوف يقلق وفي نفس اللحضة ينتضر رد من شركة التبغ وهي تنفي هذا الخبر حتا لو كان ردها هو فقط نفي بدون دلائل فالمدخن يقتنع الانه هو يريد .
والانسان الذي لا يريد ان يقتنع هو نفس الشخص المدخن لو اعطيته تجارب علمية تأكد أن التدخين مضر و اي شيئ اخر يبرهن على ذالك فلن يقتنع بسهولة حتا تصله مرحلة الخطورة .
فإقناع الذات لا يكون بتفكير الزائد بل بإجبار العقل على الاقتناع و العكس صحيح.
ولو حولنا هذا الى ارقام فإقناع ناس هو اخد 60٪ وإعطاء 40٪
ولاكن كل هذا يعتمد على فهم طريقة تفكير الإنسان. كيف نقيم طريقة تفكير الإنسان ؟
سلوك الأجوبة الأسئلة -السريعة- تعامله مع المواقف ضحكه الكتير او القليل شخصيته الاجتماعية كل هذا يساعد على فهم طريقة تفكير شخص ما .
و بعد ذالك تاتي مرحلة الترتيب وهي المرحلة الاهم وهي تعتمد عليك وكيف فهمت هاذه الشخصية و لتبدأ باشخاص تعرفهم سنوات طويلة حاول تشبيه كل شخص تحاول فهمه مع شخص تعرف جيدا ولما لا قد تقارنه بنفس وتحاول إكتشاف الفرق بينكم و كيف سوف تصير لو طبقت منطقه و طريقة تفكيره . اذا تخيلت انك سوف تصير مثله فانت في الطريق الصحيح.
الإنسان يعتمد على عقله و العقل يعتمد على المعلومة ولاكن طريقة تلقي المعلومة تعتمد على العقل الغير واعي و لنعد لحالة الشخص الذي يريد ان يقتنع بأن التدخين غير مضر لصحة حاول ان تحب تلقي المعلومة ولا تحاول استعابها والعقل الغير واعي يفهم الوضع و يبدأ بالاشتغال وهذا يساعد بشكل كبير في سرعة تلقي و إستواعب المعلومة .
مثلا لو جلبنا مدرس رياضيات و إمرأة ربة بيت و بدأنا في شرح طريقة تحضير وجبة غدائية منزلية مثل الكسكس ، الحساء ... فهل سوف يتعلمان إثناهما من هذا الشرح ؟ بطبع لا فربة البيت قد تكون تطمح لتعلم هذه الوجبة و هي لديها الشرط الاساسي علميا لتلقي المعلومة وهي محبة الموضوع .
اما بنسبة لمدرس الرياضيات فسوف يكون تفكريه منصب كاملا في لماذا انا هنا ولماذا أتعلم هذا و في الاخير لا يستفيد شيئ من اي شيئ . هذا ما يحدث لطلاب عندما يدرسون مادة لا تروق لهم .
في أول مرة تتلقى المعلومة لا تروق لك لا تحاول فهمها بل فقط إستواعبها .
الفهم يتطلب مجهود أكتر من الاستوعاب وفي بعض الاحيان تكون تحاول فهم شيئ ولاكن لا تستطيع و أنت بدون وعي تبدأ تدريجيا تكره ذالك الشيئ . لدينا عقل لاواعي فلماذا لا نستخدمه في مثل هاذه الأمور المعقدة ؟
العقل لا واعي لديه قدرة خارقة جدا . ماذا لو قلت لك عقلك لا واعي يعرف إجابة اي سؤال و يستطيع إعطاء وزن و طول لأي شيئ يراه ؟
هل سبق لك وان اجبت عن سؤال عشوائيا وكان الجواب صحيح 100٪ ؟ هذا لم يكن سببه الحض كما يعتقد الجميع .
عقلك لا واعي قدم لك جواب بطريقة لا يعلمها أحد فقط عليك الإيمان بأول فكرة تراود عقلك وعليك دائما طرح السؤال لماذا راودتني هاته الفكرة في هاته اللحضة ؟
هذا سوف يساعد بشكل كبير في الاجابه على المشكل الذي تعاني منه
ولاكن أين تتجلى أهمية العقل الواعي ؟ عقل الانسان الواعي مثل ذاكرة تخزين و هو يعتمد على مستخدمه اي نمط تفكير يريد ان يستخدم لحل مشكلة ما . أي مشكلة توصلنا لها بحل عن طريق العقل يمكن ان يتوصل إليها الجميع ولاكن العقل لا يستطيع إثبات اي شيئ توصلنا إليه بطريقة أخرى .
أما بنسبة لمعرفة طول ووزن شيئ فنحن بدون وعي عندما نريد رفع شيئ نذهب بطاقة تكفي لرفعه ولاكن كيف نحسب تلك الطاقة ؟ كل هذا يشتغل عليه العقل الغير واعي بكل بساطة ففي بعض الأحيان يخيل لنا أنه في صندوق اوزان ضخمة و عندما نريد رفعه نتفاجأ انه رفع بسرعة و هذا نتيجة عن اننا اوهمنا العقل الغير واعي بوزن خاطئ لذالك الصندوق .
كل مفكر لديه فرضيات لاي مشكل و الفرضيات يختلف عددهم من شخص لأخر و لاكن توجد حالة نحن نتحكم في عدد هذه الفرضيات و نحدد موضوعها و يمكن ان نتنبأ ماهي الفرضية المناسبة لكل المفكرين ، وهذا ما يسمى بأسلوب التأطير .
أسلوب التاطير هو وضع حد لطلبات و فرضيات و كل شيئ نابع من العقل الواعي .
مثلا لو كان لديك اطفال وانت تريدهم أن ينامو على ساعة الثامنة ليلا و لاكن في كل مرة تذهب عندهم وتطلب منهم الذهاب للنوم يرفضون أما عندما تعطيهم حرية إختيار الوقت المناسب لهم لنوم فدائما ما يختارون أوقات المتأخرة .
ولاكن لو ذهبت عندهم وقلت لهم اختارو هل تريدون النوم في الساعة السابعة او الثامنة ، فسيكون ردهم الثامنة ، والغريب انهم سيكونون سعيدين بالنوم في ساعة الثامنة عكس الايام الاخرة .
هذا هو أسلوب التاطير .
دائما ما يكون الإختلاف بين مفكر وآخر وهذا سبب تعدد الافكار ولاكن في الآخرين جميعهم يتفقون على فكرة واحدة .
ولاكن هل يوجد شيئ مشترك بين جسمين مختلفين تماما عن بعضهما البعض ؟
نعم ، فلو وضعنا جسمين لا يوجد ارتباط بينهما فسيكون الاختلاف هو الشيئ المشترك لهما .
الإختلاف هو الإشتراك العكسي . لدينا ماء و نار لا يوجد بينهما شي مشترك ولاكن الماء ليس لديه صفات النار و النار ليس لديها صفات الماء والماء في بعض صفاته يحتاج لنار ( تبخيره ) ونار تحتاج الى الماء لتحقيق بعض صفاتها ( إخمادها ) و هنا يكمن العنصر المشترك بينهما في الإختلاف.
في الرياضيات لا يوجد رقم يساوي رقم اخر و الشيئ المشترك بين الارقام هو مضاعفاتهم و يمكن أن نحصل على المضاعفات فقط بعمل جداء للأعداد .
